في مآسي الحكم الفردي : السلوك العربي
بإمتياز
ضاق على الضرغام يوما غابه
و
آنقطعت
من رزقه أسبابه
فقال
للفهد
: أشر بما ترى
فقال : إن الخير في
ترك الشرى
فمشيا
في
الأرض حتى وجدا
غابا
حوى
من الوحوش عددا
و
بصرا
بالقرد و هو يحكم
يومئ
باللّحظ
و لا يكلم
مُنتفخ
كالليث
وهو قرد
مُنفرد
بالحكم
مُستبد
له
بطانة
بها الحمار
مُدخر
للرأي
مُستشار
والبغل
فيها
الشاعر الُمُقدم
وقنفذ
الجحر
الكمي المُعلم
و
البوم
للبشرى بكل خير
والببغاوات
لحفظ
السّر
و
الضفدع
الصّداح و المُغني
و
الذئب
قائم بأمر الأمن
والجرذ
القائم
بالإصلاح
و
الهرُ
طاهي اللحم في الأفراح
والدّب
للزمر
و قرع الطبل
و
الفيل
للألعاب فوق الحبل
رأى
الهزبر
ما رأى فزأر
وقال
للفهد:
أحق ما نرى ؟
فقال : يا مولاي حق
صدّق
جميع
ما
يفعل هذا الخلق
ليس
الذي
ترى من الغرائب
فنحن
في
مملكة العجائب
الاعلى
الإستبداد : هل هو قدر
على العرب أم لعنة؟
يقول
/ عبد الرحمن الكواكبي
المستبد
لحظة جلوسه على عرشه ووضع تاجه الموروث على
رأسه ، كأنه كان إنسانا فصار إلها ثم يُرجع
النظر فيرى نفسه في نفس الأمر أعجز من كل عاجز وأنه مانال مانال إلا بواسطة من حوله من الأعوان ، فيرفع
نظره إليهم فيسمع لسان حالهم يقول: والله
ما مكنك في هذا المقام إلا شعوذتنا و انتهاننا لديننا ووجداننا و
خيانتنا لوطننا و إخواننا فآنظر أيها الصغير المُكَبرُ و
الحقير المُوقر كيف تعيش بيننا ؟ والمستبد يتحكم في شؤون
الناس
بإرادته لا بإرادتهم و يحكمهم بهواه لا
بشريعتهم و يضع
كعب رجله على
أفواه الملايين من الناس ليَسُدهاعن النطق بالحق
و مطالبتها به و يودُ
أن تكون رعيته كالغنم كرا
وطاعة و كالكلاب تذللا و تملقا والعوام
لهم قوت المستبد وقًوتُه بهم،عليهم
يصول وبهم على غيرهم يطول و يُغري بعضهم على
بعض ، فيفتخرون بحسن سياسته وكياسته ، وإن
نقِم عليه منهم بعض الأُباة
قاتلهم بهم كأنهم بُغاة .والحاصل أن العوام
يذبحون أنفسهم بأيديهم بسبب الخوف الناشئ عن
الجهل ، فإذا ارتفع الجهل زال الخوف
و انقلب الوضع ، أي انقلب
المستبد رغم طبعه إلى وكيل أمين يهاب الحساب و رئيس يخشى عادل
العقاب
الاعلى
محمد علي : هل خُدعنا فيه؟ / في
طور الانجاز
|